الحرب القادمة Coming War l

الفلسفة الهرمسية التوحيدية ومواجهة السفسطائية



الفلسفة الهرمسية التوحيدية ، ومواجهة السفسطائية
__________________________

تعد الفلسفة مزيج من الحكمة المصرية القديمة والعلم بأزمنته ، بعيدة إلي حد ما عن المادة ، تركز علي جوهر الكون وعناصره ، بدأت الفلسفة البحتة من مركز نشر الحكمة الإلهية الخالدة(مصر) ، فكان الكهنة المصرييون لهم الفضل في نشر هذه الحكمة الصالحة ، حيث في باطنها تظهر عظمة الوجود وواجده الخالق الاول ، فالفلسفة رحلة نفسية وروحية للتعرف علي الخلق وينتج عن ذلك التعرف والإتصال بالخالق ، والإتصال بالخالق والتعجب والتدبر في جمال خلقه وإعمار الحياة الصالحة المليئة بالسلام علي الأرض ، هذا هو الهدف الأسمي لخلق الإنسان ..

بدأت الفلسفة الحديثة علي يد ثلاث (أفلاطون-سقراط-فيثاغورس) فاكتسب هؤلاء الثلاثة فلسفتهم من مركز الحكمة (مصر) ، فعاشوا في مصر وتربوا وتعلموا وتدبروا علي يد الكهنة المصرييون المؤمنين الموحيدن بالله ، ثم انتقلت فلسفتهم إلي الفلاسفة العرب (الشرقيين) ، فأصبحت الفلسفة العربية مزيجاَ من الحكمة المصرية القديمة والفكر الإسلامي العظيم ، فكان الفكر الإسلامي هو العنصر السحري في تميز الفلفسة العربية ..

واجتمعواً في مفهوم التوحيد فلسفياً علي أن الخالق الواحد هو " الذي لا يتجزأ إما في الكمية وإما في الكيف وإما في الصورة" .. 
فكانت آيات سورة الإخلاص ، بجمال معانيها ، وببساطة مرادفاتها ، وعظمة باطنها ، ويُسر تفسيرها قولاً إلاهياً حقاً بتدبرنا فيه نفهم من هو الله ، هو الواحد الأحد الصمد ، الذي لم يلده أحد ولم يلد أحداً ، وحيداً في الملك وحيداً في الخلق وحيداً في الأمر وحيداً في البداية وحيداً في النهاية . 

وكما يقول إبن سيناء واصفاً الله بالفكر الفلسفي : " فقد ظهر لنا أن للكل مبدأ ، واجب الوجود ، غير داخل في جنس ، أو واقع تحت حد ، أو برهان ، وبريئاً من الكم؟،الكيف؟،الماهية؟،الأين؟،المتي،والحركة " 
وأضيف إلي هذا أسماء الله الحسني الشامله لصفاته التي يتفرد بها وكاملاً فيها لا يضاهيه أحد .

تنسب كلمة "الهرمسيات" إلي رب الحكمة (تحوت/جحوتي)  والذي انتشرت الأقاويل عنه أنه هو إدريس (عليه السلام) فرُفع إدريس إلي السماء أستناداً علي قوله تعالي : ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (56) وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا )) فللآية تفسيران ، إما أن الله رفعه مكاناً علياً في الدنيا ، أي أنه أصبح حكيم عصره ذو مكانة دنيوية عالية ، وإما انه رفع إلي مكان علياً في السماء ، في الجِنان العُليا ، أما عن الأدلة المصرية فإن (هرمس/تحوت/جحوتي) ، رُفِع مكاناً دنيوياً وسماوياً علياً فقدسه المصري القديم ونصبه الحكيم الأعظم بعد الخالق ، وبعد ذلك أصبح بفضل من الله كائناً ربانياُ ورُفع إلي السماء ..


خرجت الحكمة من قلب هذا الحكيم ، فكان علي قدرة قوية علي الإتصال بالله ، فأنار له الله طريق المعرفة والحكمة ، فأخرج كلمات من باطنها خرجت الحكمة الدنيوية الفلسفية الروحية . 
" كتب هذه الكلمات بعقله الخالد وبيده الفانية "

فكانت كلمات مثلث العظمة هرمس إنعكاس لطبيعة المصري المولود علي التوحيد بالله 
يقول هيرودوت : "المصري متدين إلي أقصي حد ، أكثر من أي أمة في العالم "

للهرمسيات تاريخ عظيم عميق ، فكل شيء تداخلت فيه الهرمسيات كانت سبباً في تكوين حضارة عظيمة ، فتداخلت الهرمسيات مع الإسلام ، فسردت المعاني العظيمة "للتصوف" ، وأوضحت باطن الإسلام فظهرت عظمته

إن محاولات التشكيك في إيمان وتوحيد المصري القديم وإطلاق الأكاذيب عن كُفر المصري القديم ، هذه الإدعاءات اليهودية الكاذبة التي تهدف إلي تشويه الحضارة والتاريخ والتوحيد المصري ، من خلال التفسير الخاطيء قصداً لمصطلح "إله" فهذا المصطلح خاطيء تماماً بل أن المصطلح الصحيح هو "رب أو سيد " فهناك فرق شاسع بين "رب" و "إله" فالرب هو سيد الأمر  وتفسيرهم له علي أن المصريين القدماء عبدوا ألهه متعددة (تعدد الألهه=كُفر بفكرة الإله الواحد) ، فكل مصري الأن يُهيأ له أن أجداده كفروا بالله الواحد الأحد وعبدوا الكثير من الألهه في آن واحد !! إن مصطلح "النتر/النترو" = " الإله " عند المصريين القدماء ، فالنتر هو : تجلي صفات الله الحسنى في الطبيعة و الكون و الوجود و الانسان فصفة نور الله تجلت في نور الشمس و هو السيد رع و صفة الله الحكيم تجلت في قرد البابون و هو السيد جحوتي و صفة الله العالي تجلت في علو السماء و هو السيدة نوت،ان تجسيد الله نفسه هو المخالف الأعظم للإسلام ، ومبدأ تجسيد الله أول من بدأ به هو "اخناتون" حيث جسد الله في شكل الشمس ، وإدعي أن الشمس هي الخالق والإله الواحد الحق ومن هنا بدأت العبادات الوثنية أي عبادة الأصنام وما شبهها ، كعبادة الشمس والأقمار والكواكب والمادة الكثيفة بأشكالها الثلاثة(الصلب-اللين-السائل) ، وفي عصرنا الحديث تتخذ العديد من الفرق التي تنسب نفسها للإسلام مبدأ التجسيد كمبدأ أساسي في تفسيراتهم للقرآن ، فيدعون أن لله يد وعين وأن الله يجلس !! ، فكانت إجباتي البسيطة القاصمة علي رفضي لمبدأ تجسيد الله  هي ... إذا كان لله عز وجل عين ويد ..الخ  فكيف لا نراها !  
الإجابة : (( الإجابة الأبسط علي سؤال "لماذا لا نري الله؟" ، أولاً ليكون سؤال صحيحاً سنعيد صياغته إلي"لماذا لانري الله بعيننا الفانية؟" العين الإنسانية الفانية آلية عملها تكون بانعكاس الضوء الساقط علي الجسم عليها ، اذاً لنري الله بهذه العين يجب ان يسقط نور علي الله لينعكس علي عيننا ، لكن كيف!؟ كيف يسقط النور علي الله وهو النور الأعظم بل وأن النور لا يسقط إلا علي المادة والجسم وما له حييز !! فهل الله جسم أو للله حييز !؟ الإجابة بسيطة { ليس كمثله شئ } )) 

كان هرمس هو أول من ذكر مصطلح "النور الإلهي" وكما صور له الله بداية النشأة الكبري (نشأة الكون) فكانت البداية كلمة ثم انبثق نور الله خالقاً الكون ، فتتطابق الرؤية الصوفية لمثلث العظمة هرمس في خلق الكون مع العلم الحديث حيث تطابق كلمات مثلث العظمة هرمس مع أحدث نظريات العصر في النشأة الكونية 

هرمس علي دراية شديدة بالسبب الأسمي لخلق الإنسان ألا وهو إعمار الحياة علي الأرض وإيجاد مخلوق قادر علي التعجب والتدبر في خلق الله حتي يكون قادراً علي الإتصال بالله 
هرمس علي دراية بأن الله في كل مكان وكل زمان ، ورغم هذا فلا يجوز السؤال عنه بأين ومتي ، فهو الأول والأخر 
هرمس علمنا أننا لن نري الله بعيننا الفانية ، بل سنراه بعقلنا الخالد ، وسنعلم وقتها أن كل شيء هو جزء من النور والروح الالهيه
فالتدبر والتسائل عن كيفية الخلق في الرحم مثلاً ناتج عن التفكير الإنساني الحسّي ، فكلما تدبرنا في هذا الأمر زدنا إيماناً
وكما يقول هرمس : لا يوجد ما هو أكثر وضوحاً من الله.. 
هرمس آمن بإعتقاد البعث والخلود ، ولا ننسي أن البعث والخلود هو ركن أساسي من أركان الإيمان بالله وتحديداً هو الركن السادس ونعرفه بإسم ،، يوم البعث أو يوم القيامة أو اليوم الأخر .... 
وكما يقول جل وعلا }  ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتَكُمْ { 
هرمس آمن بالقضاء والقدر ، ولا ننسي أن القضاء والقدر هو ركن أساسي من أركان الإيمان بالله وتحديداً هو الركن الثالث 
وكما يقول جل وعلا }  إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ {
هرمس آمن بوجود الملائكة وسماهم (الكائنات الإلهية) ، فالإيمان بالملائكة ركن أساسي من أركان الإيمان .. 
" في الحقيقة أن هِرْمِس آمن بكل ما أٌنزل علي محمد(ص) ، هِرْمِس آمن إيماناً كاملاً بالله "


فكان ولا بد أن يكون لهذا المعلم العظيم تلامذه أذكياء أقوياء النفوس ، فكان الكهنة المصريين هم التلامذه الأولين لهرمس ، وبعد ذلك نشروا حكمتهم إلي الغرب حيث الحضارة اليونانية القديمة ، فكان يأتي طالبي العلم من كافة أنحاء الأرض فانتشرت الحكمة المصرية في كل مكان ، فالحكم الصينية والهندية والإغريقية هم أبناء الحكمة الأم (المصرية) ، فهناك تطابق قوي بين الميثولوجيا المصرية وميثولوجيا الشرق الأقصي والغرب العام مع اضافة اللمسه الأخيره لحكمائها
فأتي طالبي العلم من الصين والهند واليوناني القديم وكافة الحضارات القديمة ليتلقوا تلك الحكم المصرية ، ويعودوا إلي أوطانهم ينشروها .. 

كان أرسطو التلميذ الأول لأفلاطون وبعد وفاة أفلاطون جلس أرسطو مكانه علي كرسي الفلسفة وأصبح أسطين من أساطين الفلسفة

العقيدة التوحيدية عند أرسطو كانت... بأنه إله واحد لا يتحرك ، لايتغير ، لا زمان له ، لا مكان له ، لا نقص فيه ، لا يتأثر بأحد ، بل هو المؤثر في الكون بل والكل ، محدثاً للكون ، مبدعاً أزلياً ، عالم بكل شيء من صغيره لكبيره 

العقيدة التوحيدية عند أفلاطون ... واحد لا شريك له ، هو المغير والمحرك لكل شيء ، هو الجميل ، هو الحكيم ، هو الروح المفكره ، هو الخير والحميد بل هو كل ما هو حميد ، هو مصدر كل شيء ، هو مصدر العلم والفكر ، هو الأزلي ، هو الأبدي ..

كانت بداية علم الميثولوجيا  (الأساطير) من مِصْر ، ثم نقلتها اليونان القديمة بعد سقوط عصر الأسرات (العصر الفرعوني) ، وبعض أن أضاف اليونانيين لمستهم علي الميثولوجيا المصرية ، خرجت الميثولوجيا الإغريقية ..
ونجد تطابق واضح وشديد بين الميثولوجيا المصرية والإغريقية ، فمثلاً (رب الموتي) عند اليونانيين هو(أنوبيس)وبالهيروغليفية(أنبو/آنوب/آنوبو/وب/آينبو/ينيبو/إنبو) ، ونفس التجسيد المصري له نقله اليونانيين ، فالتجسيد المصري له هو جسم آدمي برأس (ابن آوي) ، وأنوبيس هو رب الموتي ورب المقابر ورب التحنيط وهو من يفتح أبواب العالم الآخر.
إلا أنه مع مرور الزمن ، تحولت فكرة تجلي صفات الله(الأرباب) في اليونان إلي عبادة وثنية ، حيث عبادة المُجَسّم نفسه..
فكان السبب الحقيقي وراء التطابق بين ميثولوجيا الحضارات القديمة وبين الحضارة الأم (مصر) هو قدوم طالبي العلم من أنحاء العالم إلي مصر لدراسة الحكمة المصرية ، عائدين إلي بلادهم لينشروها 


ولكن دائماً ما يكون هناك من وراء الستار يحرك قطع الشطرنج مهاجماً من يدعون إلي الإيمان والوحدانية ، فأتي علي اليونان القديم زمن حيث امتلأت أرض اليونان بالحكماء والفلاسفة الموحدين ، وكان هذا سببا في إزدهار الحضارة الإغريقية للغاية ، فتوسعت حدود الدولة اليونانية القديمة (الإغريقية) للغاية ، وكان هذا بسبب إنتشار الحكمة اليونانية المأخوذة والتي يعود أصلها إلي الحكمة المصرية القديمة ، فكان ولابد علي مساعدين إبليس وعابديه أن يتركوا سريعاً لمواجهة من يدعون إلي التوحيد للقضاء عليهم ونشر الفكر الإلحادي الوثني التجسيدي البعيد عن حقيقة الله ، والبدأ في نشر الفكر الفارغ المضيع للوقت ، وجذب النفس نحو الشهوات للإبتعاد تدريجياً عن الله وعن الإتصال بين الله والروح الإنسانية الخالدة.

فبدأ يخرج السفسطائيين إلي النور فجأة ، والسفسطائية هي مذهب فكري فلسفي أهمل العلوم الروحية والطبيعية وكافة العلوم المقدسة ، والتمسك في العلوم المبنية والقابلة للجدال كالبلاغة والنحو ، والسفسطائيين معلقين بين الإلحاد والإيمان حيث أن زعيم الفكر السفسطائي نفسه(بروتاغوراس) كان تابعاً للتوجه اللاأدري ، والتوجه اللأدري هو الإيمان بوجود الله وعدمه أي أنه معلق بين وجود الله وعدمه أي شبه مُلحد وشبه مؤمن فأدي توجه (بروتاغوراس) إلي الإنعكاس علي فكره وبالتالي إنعكاس فكره علي التابعين له وتلامذته .. وفي النهاية كان المذهب السفسطائي سبباً في إنحسار الحكمة والفلسفة اليونانية وسببأ في إفساد العقول ..

وكان (سقراط) خصماً قوياً للسفسطائيين ، وأخذ علي عاتقه الرد علي أكاذيبهم ومواجهتهم بالفكر التوحيدي والحكمة .. ورغم النهاية المحزنة لسقراط حيث مات مسموماً بل وأنهم أجبروه علي شرب السم بنفسه .. إلا انه كان كان علي رأس الفلاسفة الذين دعوا إلي التوحيد في عصر إمتلأ بالعبادات الوثنية ... فالفرق بين غاية سقراط وبين غاية السفسطائيين غاية عظيمة 

فغاية (سقراط) : كانت تهدف إلي الدعوة لاله واحد والإبتعاد عن الجدال الذي لا فائدة منه والذي ابتدعه السفسطائيين لإبعاد الناس عن التفكيرفي العلوم المقدسة ، وهدم كافة أشكال العبادات الوثنية ، والتفريق بين تجلي صفات الله وبين عبادة مجسمات بعيدة عن الإله .

غاية (السفسطائيين) : كانت تهدف إلي الجدال العمييق الذي يهدف إلي إقناع المتجادل معه إلي الإقتناع بالشيء ونقيده ، فكان للسفسطائيين غايتين أساسيتين ، الأولي : تحقيق الشهرة والسير وراءها بأي وسيلة كانت ... الثانية : الكسب المادي وتحقيق المنافع والمكاسب الشخصية المادية الدنيوية ، وكانوا يختارون تلامذتهم من أصحاب الثروات والقادرين علي الإنفاق ويعلموهم الجدل وصقل الألفاظ ، ويختارون هذه النوعية من التلامذه حتي ينفقوا علي المعلميين نفسهم ...  

وفي النهاية أعتقد أن كلمات السيد  هرمس  كافية لتثبت ان العقيدة المصرية الحقيقية هي عقيدة التوحيد














ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع الحقوق المحفوضة © MohamedFayed
صور المظاهر بواسطة diane555. يتم التشغيل بواسطة Blogger.